روى ابن عساكر في تاريخ بغداد بسنده عن مالك الزهري عن ابي سلمة قال :
جاء قيس بن مطائمة الى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال :
هذه الأوس والخزرج قد قاموا بنصره هذا الرجل (يعني رسول الله ) فما بال هذا الفارسي وهذا الرومي وهذا الحبشي ،
ما يدعوهم الى نصره وهم ليسوا عرب من قومه
فقام إليه معاذ بن جبل رضي الله عنه فأخذ بتلبببه - ما على نحره من الثياب –
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالاته .
فقام النبي مغضبا يجر ردائه حتى أتى المسجد ثم نادى الصلاة ليجمع الناس وقال :
((أيها الناس الرب واحد والأب واحد وأن الدين واحد ، وليست العربية بأحدكم من أب او أم وإنما هي اللسان فمن تلكم بالعربية فهو عربي.
فقام معاذ فقال بما تأمرني بهذا المنافق يا رسول الله
فقال دعه الى النار( فكان قيس ممن ارتدى فقتل )
هذا ما قرره النبي الكريم رسول الإنسانية في الحديث المتقدم
قضى بتلك الكلمات على العصبية الضيقة المفرقة منبها على تساوي البشر
وأنهم كلهم مخلوقون لله فربهم واحد وانهم كلهم من عنصر واحد فأبوهم ادم واحد
كما ذكرهم بأخوة الاسلام دين الاخوة البشرية والتسامح الانساني ،
ثم قرر قاعدة عظيمة من قواعد العمران والاجتماع في تكوين الأمم
ووضع للآمة العربية قانونا دينيا اجتماعيا تتسع دائرتها لجميع الامم التي رشحت دعوتها للاسلام بلغة الاسلام ،
وكان ذلك من اعظم ما سهل لنشر الهداية الاسلامية وتقارب عناصر البشرية وامتزاجها ببعضها البعض ،
حتى كانت ثمرة اتحادها وتعاونها ، ذلك التمدن الإسلامي العربي الذي انار العالم شرقا وغربا وكان السبب في نهضة الغرب والاساس لمدنيته اليوم .
فقد كون الرسول الكريم أمته هذا التكوين المحكم العظيم ووجهها لتقوم للإسلام والبشرية بذلك العمل الجليل .
فلم يكونها لتستولي على الامم ولكن لتنقذهم من المتسولين باسم الملك وبسم الدين ،
ولم يكونها لتستخدم الامم في مصالحها ولكن لتخدم الامم في مصالحهم ،
ولم يكونها لتدوس على كرامة الامم وبشريتها ولكن لتنهض بهم من دركات الجهل والذل والفساد الى درجات العزة والصلاح والكرامة .
وبالجملة لم يكونهم لأنفسهم بل كونهم للبشرية جمعاء
فالتاريخ لم يعرف فاتحا ارحم من العرب ، لأنهم فتحوا فتح هداية لا فتح استعمار وجاءوا دعاة لا طغمة استعباد
جاء قيس بن مطائمة الى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال :
هذه الأوس والخزرج قد قاموا بنصره هذا الرجل (يعني رسول الله ) فما بال هذا الفارسي وهذا الرومي وهذا الحبشي ،
ما يدعوهم الى نصره وهم ليسوا عرب من قومه
فقام إليه معاذ بن جبل رضي الله عنه فأخذ بتلبببه - ما على نحره من الثياب –
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالاته .
فقام النبي مغضبا يجر ردائه حتى أتى المسجد ثم نادى الصلاة ليجمع الناس وقال :
((أيها الناس الرب واحد والأب واحد وأن الدين واحد ، وليست العربية بأحدكم من أب او أم وإنما هي اللسان فمن تلكم بالعربية فهو عربي.
فقام معاذ فقال بما تأمرني بهذا المنافق يا رسول الله
فقال دعه الى النار( فكان قيس ممن ارتدى فقتل )
هذا ما قرره النبي الكريم رسول الإنسانية في الحديث المتقدم
قضى بتلك الكلمات على العصبية الضيقة المفرقة منبها على تساوي البشر
وأنهم كلهم مخلوقون لله فربهم واحد وانهم كلهم من عنصر واحد فأبوهم ادم واحد
كما ذكرهم بأخوة الاسلام دين الاخوة البشرية والتسامح الانساني ،
ثم قرر قاعدة عظيمة من قواعد العمران والاجتماع في تكوين الأمم
ووضع للآمة العربية قانونا دينيا اجتماعيا تتسع دائرتها لجميع الامم التي رشحت دعوتها للاسلام بلغة الاسلام ،
وكان ذلك من اعظم ما سهل لنشر الهداية الاسلامية وتقارب عناصر البشرية وامتزاجها ببعضها البعض ،
حتى كانت ثمرة اتحادها وتعاونها ، ذلك التمدن الإسلامي العربي الذي انار العالم شرقا وغربا وكان السبب في نهضة الغرب والاساس لمدنيته اليوم .
فقد كون الرسول الكريم أمته هذا التكوين المحكم العظيم ووجهها لتقوم للإسلام والبشرية بذلك العمل الجليل .
فلم يكونها لتستولي على الامم ولكن لتنقذهم من المتسولين باسم الملك وبسم الدين ،
ولم يكونها لتستخدم الامم في مصالحها ولكن لتخدم الامم في مصالحهم ،
ولم يكونها لتدوس على كرامة الامم وبشريتها ولكن لتنهض بهم من دركات الجهل والذل والفساد الى درجات العزة والصلاح والكرامة .
وبالجملة لم يكونهم لأنفسهم بل كونهم للبشرية جمعاء
فالتاريخ لم يعرف فاتحا ارحم من العرب ، لأنهم فتحوا فتح هداية لا فتح استعمار وجاءوا دعاة لا طغمة استعباد