الشيخ نعيم النعيمي
1328- 1374هـ - 1909-1973م :
هو نعيم النعيمي بن أحمد بن علي ، سمي باسم جده السادس النعيمي ، الذي
تنتسب له الأسرة ، من عشيرة أولاد حركات العربية، التي تنتمي إلى قبيلة
أولاد زكري العربية ، الساكنة واحة أولاد جلاّل وسيدي خالد ببسكرة. ولد في
صيف عام 1909م
نجح في متابعة دروسه العلمية بالزاوية على يد ثلة من العلماء الأفاضل
أمثال الشيخ: (العابد السماتي الجلالي والد المصلح الشهير محمد العابد
الجلالي رحمهما الله)، وعلى يد الشيخ (مصطفى بن قويدر)، والشيخ (محمد
الصغير وابنه عبد الحميد) ، اللذين مازال يذكرهما بخير إلى أخريات أيامه.
ومكث في زاوية الشيخ مختار يطلب العلم مدة أربع سنين كاملة ، امتدت من سنة
1919م إلى سنة 1923م ، ومنها انتقل إلى جامع الزيتونة عام 1924م ، ولكنه
لم يمكث به إلاّ قرابة العام ، قافلا إلى مسقط رأسه . ليفارق أهله ووطنه
في سياحة علمية ودينية دامت اثتي عشر عاما كاملة قضى عشرة منها في مدينة (
حمص ) يطلب علوم الشرع ، وسنتين قضاهما في ( بلاد الحجاز ) حاجا وطالبا
للعلم ، ثم عاد إلى وطنه سنة 1938م ، وتزوج وأنجب خلال إقامته في الجزائر
العديد من الأبناء ، ثم انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجاهد
في صفوفها معلما ومربيا وإماما وداعيا ومفتيا ومرشدا ، إلى أن اختير مدرسا
ممتازا في معهد عبد الحميد بن باديس الديني حين افتتاحه سنة 1947م
وشاركها كل نشاطاتها الدعوية والإرشادية والتوجيهية والصحفية والتربوية
والتعليمية ..، وكان أحد أعضائها لزيارة تونس وجامع الزيتونة عام 1949م .
ولما اندلعت الثورة التحريرية انضم إلى صفوفها ، وشارك فعليا في بعض
معاركها وجرح في إحدى المعارك مما اضطر الثوار نقله إلى تونس لعلاجه منها
سنة 1957م ، ولما شفي عينته قيادة الثورة سنة 1958م خطيبا ومحافظا سياسيا
يقوم بدور التوجيه والتوعية السياسية . ولما لم يعجبه توجه الثورة وقادة
الثوار اليساري استأذن للحج سنة 1960م ، ثم ساح في المشرق العربي وبخاصة
في سورية التي كانت له فيها العديد من الذكريات .
ولما استقلت الجزائر عاد إليها ، وُعين ناظرا للشؤون الدينية الإسلامية
بمدينة قسنطينة ، وحاز على عضوية مجمع البحوث الفقهية الإسلامية بمصر
والسعودية ، وعضوية المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر ، ومثل الجزائر في
العديد من المؤتمرات والملتقيات الإسلامية . وظل كذلك إلى أن أقعده المرض
العضال عن مزاولة نشاطه ، فتوفي يوم 16-جمادى1-1393ه 17/تموز- يوليو/1973م
، ودفن بمدينة قسنطينة في موكب جنائزي مهيب .
وقد ترك - رحمه الله - العديد من الآثار والمؤلفات الدينية واللغوية
والشرعية ، والكثير من الخطب والدروس والمحاضرات والمقالات ، كما كانت له
الكثير من الإجازات الفقهية والحديثية ، وكان مجازا في الموطأ حفظا
ودراية، وفي حفظ ودراية صحيحي الإمام البخاري ومسلم على يد ثلة من علماء
الشام والحجازوفي الصورة يظهر الشيخ نعيم في اقصى يمين الجالسين
عدل سابقا من قبل AHMED في الأربعاء ديسمبر 23, 2009 8:31 am عدل 1 مرات