بقرية ليثانة بالزاب الغربي لولاية بسكرة, حفظ القرآن وعمره 12 سنة, تربى
تربية قرآنية على يد والده وشيوخ زمانه, ومنهم الشيخ محمد بن خير الدين
رحمه الله. التحق بجمعية العلماء للشيخ بن باديس في وقت مبكر. وكان يستعير
الكتب من الشاعر محمد العيد آل خليفة. بعد حياة أدبية زاخرة, حدث المنعطف
في حياته عام 1936, حين تحول جذريا نحو حركة الإصلاح لجمعية العلماء
المسلمين الجزائريين. وكان يقول رحمه الله وهو بالسجن سنة 1956: "أنا الآن
في حكم الميت إذا نفّذت ما طلبتم مني يقتلني إخواني, وإذا لم أنفذ تقتلوني
أنتم, مادمت ميتا فليكن موتي على أيديكم أفضل من أن تكون نهايتي على
أيديهم".
لأسباب صحية أطلقت فرنسا سراحه عام 1959
الشيخ سحنون هو آخر رموز جمعية العلماء المسلمين, وممن عارضوا الخيار
الإشتراكي للرئيس بومدين منتصف الستينات, مما عرضّه للمراقبة اللصيقة من
أجهزة الأمن, إضافة إلى فرض حالة الإقامة الجبرية عليه, كما حدث مع الشيخ
البشير الإبراهيمي.
وبعد التعددية السياسية, والسماح للنشاط الدعوي الجمعوي, أختير رئيسا
لرابطة الدعوة الإسلامية التي تأسست لتؤطر العمل الدعوي. تعرض لمحاولة
اغتيال فاشلة, كادت تودي بحياته, وسببت له حبسا إجباريا في منزله
انتقل يوم 08/12/2003 الشيخ أحمد سحنون إلى رحمة الله, بالمستشفى العسكري
لعين النعجة, إثر إصابته بجلطة دماغية, وهذا بعد مصارعته لمرض عضال أقعده
الفراش منذ خمسة عشر يوما وأدخله في حالة غيبوبة عميقة.